لماذا أطلق القرآن ( بكة ) على ( مكة ) ؟

قال تعالى فى الآية 96 من سورة آل عمران :

( إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ )

بينما قال في الآية 24 من سورة الفتح :

( وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا)

 

لماذا ورد اسم (مكة) المكرمة بالباء ( بكة ) في الآية المذكورة من سورة آل عمران بوجه خاص ؟
وهل تخصيص هذا الموضع بذلك الاسم ( بكة ) ينطوى على سر دقيق من أسرار القرآن البيانية أو من أسراره التاريخية ؟
أم أن لفظ ( بكة ) هو مجرد لغة فى ( مكة ) ؟
ثم أيهما هو الأسبق ذكرا فى التاريخ مكة أم بكة ؟

 

1. المدينة اللبنانية بعلبك، اسمها يتألف من مقطعين: (بعل) و (بك)، أي بلد بعل. فقد كانوا يعبدون بعلاً. وعليه فمعنى بكة هو بلدة. وقد أشار القرآن الكريم إلى ذلك:“لا أقسم بهذا البلد وأنت حل بهذا البلد..”.

 

2. قوله تعالى:”إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة..”، الكلام، كما هو واضح، عن أسبقية المسجد الحرام في الوجود، وهذا مغرق في القدم، فناسب أن يذكر الاسم القديم لمكة. أما ذكر مكة في قوله تعالى:” ببطن مكة..” فلأن الكلام عن حدث معاصر للرسول ، ومن هنا لا يناسب ذكر الإسم القديم، بل الاسم المتداول، أي مكة.

 

3. الباء والميم حرفان شفويان (يخرجان من الشفة)، واتحاد المخرج يجعل من السهل تحويل الباء إلى ميم. وأمثلة ذلك كثيرة في اللغة العربية، ليس في المتحد مخرجاً بل بالمتقارب أيضاً؛ فاسم برهان مثلاً يلفظه البعض برهام. ومعلوم أن الميم أسهل في اللفظ من الباء ومن هنا يغلب أن يكون قد تم قلب الباء إلى ميم فأصبحت مكة، والعبرة بما ينطق الناس.

0 تعليقات

اكتب رد

XHTML: تستطيع استخدام تلك السيمات: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>