قصة سنوهى

من أدب قدماء المصريون – منقول من كتاب تاريخ وحضارة مصر القديمة للدكتور عبد الحليم نور الدين.

تعد قصة سنوهى (و يطلق علية سنوحى) من أكثر القصص شعبية بين المصريين القدماء ، وخصوصا فى الفترة ما بين الأسرة الثانية عشرة ، والأسرة العشرين ، كما أنها تعتبر نموذجا طيبا للقصصى المصرى من حيث الحبكة القصصية واللغة ، والأسلوب .. حتى أن البعض وضعها فى عداد الأدب العالمى .

 

وسنوهى بطل القصة والذى يرتبط فيما يبدو بالعائلة المالكة بصلة قرابة ، عاش فى عهد الملكين أمنمحات الأول ، وإبنه سنوسرت الأول .

 

كان سنوهى يصاحب ولى العهد سنوسرت فى حملته ، ولما اغتيل الملك أمنمحات ووصل رسول من القصر يحمل لسنوسرت هذا النبأ ، عمد الأخير إلى إخفائه خشية أن يؤثر ذلك على الروح المعنوية لجنوده .

غير أن الخبر كان قد وصل إلى مسمع سنوهى ، فما كان منه إلا أن هرب فى جئح الظلام دون أسباب واضحة تبرر ذلك .

وظل سنوهى يجوب الأقطار ،ونجح فى مغافلة حراس الحدود الشرقية،. ووصل إلى فلسطين حيث حط به الترحال عند إحدى قبائل البدو التى أكرمت وفادته ، ونصبته بعد فترة شيخا عليها .

 

ولم يكن بعد سنوهى عن مصر ليقلل من حنينه لأهله ووطنه ٠ وظل يعيش على أمل أن يصفح عنه الملك، و أن يسمح له بالعودة لمصدر ليعيش ما تبقى من عمره بين أهله ، وليدفن فى تراب مصر .

وكان له ما تمنى ، إذ دعاه ملكه للعودة إلى بلده ليعيش سنوهى على أرضها وليدفن بعد أن يموت فى ترابها .

والقصة ليست كلها نسجا من الخيال ، ولكنها تعكس بعض أحداث هذه الفترة ، كما أنها تؤكد حنين المصرى القديم الزائد لأهله وبلده .

0 تعليقات

اكتب رد

XHTML: تستطيع استخدام تلك السيمات: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>