السجائر الإلكترونية

السجائر الإلكترونية


في منتصف ستينيات القرن الماضي، اخترع هيربرت أ. جيلبرت” –الذي طالما افتخر بمشاركته ضمن القوات الأمريكية في الحرب الكوريةالتي امتدت في الفترة ما بين 1950 وحتى 1953- “سيجارة بلا دخان.. بدون تبغ، لكن سيجارة جيلبرتلم تدخل الأسواق إلا في عام 2003، واحتاجت إلى أربع سنوات أخرى لتغزو الأسواق العالمية.

ومنذ ذلك الحين، شرع كثيرون في استخدام السجائر الإلكترونية؛ باعتبارها خطوة على طريق التوقف عن التدخين، أو بحثًا عن بديل أقل ضررًا من السيجارة التقليدية.

في عام 2016 كانت التقديرات أنه في أوروبا وأمريكا 12% من السكان جربوا السيجارة الإلكترونية، ولكن 1.1%من البالغين استمروا باستعمالها.

كيف تعمل السيجارة الالكترونية؟

تتألف السيجارة الالكترونية من عدة أجزاء:

  • أنبوب الفم الذي يستعمل لسحب الدخان من السيجارة

  • المخزن الذي يحتوي على السائل الذي يتحول الى بخار بعد شفطه ونفخه

  • هذا السائل مكون من الجزء الأهم وهو مادة النيكوتين، ومادة بروبولين كلايكول (Propylene glycol).

  • الجليسرين

  • كما يضاف اليها مواد معطرة او نكهات لكي يتلذذ بها المدخن، وتقول المراجع ان هناك اكثر من 5000 نكهة مختلفة من هذه الإضافات.

  • البطارية

  • عامل التسخين وهو عبارة عن سلك لولبي يستمد الحرارة من البطارية عند الاستعمال، وهو الذي يسخن السائل الالكتروني الى حوالي 200 درجة مئوية بحيث يتحول إلى بخار.

الأبحاث

أكد مسؤولو صحة أمريكيون، تسجيل أربع حالات وفاة، خلال الأسبوع الماضى، نتيجة مرض تنفسى غامض مرتبط بتدخين السجائر الإلكترونية، مما يرفع العدد الكلى للوفيات إلى 52.

وأعلنت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، علاج 118 حالة جديدة فى المستشفيات فى 50 ولاية ومقاطعة كولومبيا ومنطقتين من الأراضى الأمريكية حتى العاشر من ديسمبر، وبلغ عدد الأشخاص الذين عولجوا فى المستشفيات 2409، فيما أُعلنت حالات وفاة مؤكدة فى 26 ولاية ومقاطعة كولومبيا، وفق ما نقلته سكاى نيوزعن وكالة رويترزللأنباء.

وأعلن مسؤولون، الشهر الماضى، اكتشاف أسيتات فيتامين (هـ)، يعتقد أنها تستخدم فى منتجات تدخين إلكترونى غير قانونية تحتوى على ماريجوانا، فى جميع العينات المأخوذة من الرئة من 29 مريضًا، ووصفت مراكز مكافحة الأمراض أسيتات أسيتات فيتامين (هـ) أو أسيتات التوكوفيرول، بأنها مادة كيميائية تبعث على القلق، وأوصت بعدم إضافتها إلى السجائر الإلكترونية أو منتجات التدخين الإلكتروني، لكن التحقيقات ما زالت مستمرة.

أظهرت تجربة أن السوائل الموجودة بالسجائر الإلكترونية المحلاة بنكهات مثل القرنفل والفانيلا قد تدمر خلايا في الأوعية الدموية والقلب حتى مع خلوها من النيكوتين.

وفحص الباحثون ما يحدث عند تعريض الخلايا الباطنية، التي تبطن الشرايين والأوردة والقلب، لأنواع رائجة من نكهات السجائر الإلكترونية خلال تجارب معملية.

واختبروا تأثير جرعات وتركيزات مختلفة لتسع نكهات كيماوية رائجة هي: الموز والزبد والقرفة والقرنفل والكينا (الكافور) والنعناع والفراولة والفانيلا والطعم المحترقالذي يضفي نكهة تشبه الفشار أو التبغ للطعام.

وكتب الباحثون في دورية (بيولوجيا تصلب الشرايين والتجلط والأوعية الدموية) أن التركيزات العالية من هذه النكهات دمرت الخلايا خلال الفحص المعملي.

ووجدوا أن خمس نكهات هي الفانيلا والنعناع والقرفة والقرنفل والنكهة المحروقة أضعفت إفراز أكسيد النيتريك الذي يحد من الالتهابات والتجلط ويساعد الأوعية الدموية على التوسع عند زيادة تدفق الدم.

وقالت جيسيكا فيترمان من كلية الطب بجامعة بوسطن، كبيرة الباحثين في الدراسة فقدان أكسيد النيتريك أمر خطير لأنه يرتبط بأعراض تنتج عن أمراض القلب مثل الأزمات القلبية والسكتات“.

وأضافت فيترمان في رسالة بالبريد الإلكتروني هذا أحد التغييرات الأولى التي نلاحظها بالأوعية الدموية قبل أن يتطور الأمر إلى مرض بالقلب وتعد مؤشرا مبكرا على السمية“.

وتابعت قائلة دراستنا تشير إلى أن النكهات المضافة تلحق ضررا بالقلب والأوعية الدموية حتى مع غياب المنتجات والعناصر الأخرى التي تحترق (في السجائر“.

وتطور كل شركات التبغ الأميركية الكبيرة سجائر إلكترونية وهي أجهزة تعمل بالبطاريات بها مصدر تسخين يحول النيكوتين السائل والنكهات إلى سحابة من البخار يتم استنشاقها.

وحتى مع عدم احتواء السوائل الموجودة بالسجائر الإلكترونية على النيكوتين، تظل الرئتان معرضتان للنكهات الكيماوية عند استنشاق الأبخرة.

ويعتبر تناول الكثير من النكهات مع الطعام آمنا، لكن بعض الدراسات السابقة أظهرت أن استنشاق أبخرة من هذه الكيماويات قد يؤذي الرئتين.

وفي الدراسة الحالية فحص الباحثون خلايا من تسعة أشخاص غير مدخنين و12 مدخنا للسجائر العادية، كما فحصوا خلايا بطانية من قلب بشري.

وأظهرت الفحوص المعملية تراجع قدرة الخلايا المأخوذة من المدخنين على إفراز أكسيد النيتريك حتى قبل التعرض للنكهات الكيماوية.

أما خلايا غير المدخنين فضعف إفرازها من أكسيد النيتريك بعد تعريضها للنكهات الكيماوية.

ولم توضح الدراسة ما إذا كان التعرض للنكهات الكيماوية أفضل أم أسوأ لصحة الإنسان مقارنة بالنيكوتين، الذي يؤثر بشدة أيضا على الأوعية الدموية والقلب.

السيجارة الإلكترونية مسرطنة!

أظهرت دراسة أجريت في جامعة بورتلاند في الولايات المتحدة الأمريكية، أن استنشاق بخار السجائر الإلكترونية يسبب السرطان، وهذا بسبب أن هذا البخار الناتج عن هذه السجائر متشبع بمادة النيكوتين والمواد المنكهة في السجائر الإلكترونية، وتجعله يكون الفورمالين.

قام الباحثون بتسخين البخار على تيار كهربائي بلغت شدته 5 فولت ووجدوا أن البخار الصاعد من السجائر الإلكترونية يكون الفورمالين الذي يسبب الإصابة بمرض السرطان، ولكن عندما قل معدل التسخين ووصل إلى 3.3 فولت لم ينتج عن البخار غاز ضار.

وأظهرت نتائج الدراسة؛ أنه إذا تم استنشاق كمية عالية من النيكوتين، يسبب السرطان بعكس السجائر العادية والتي فيها المدخن لن يدخن سوى 3 ميلليجرام طوال اليوم، بينما إذا قام مدخن السيجار الإلكترونية بتدخين أقل من هذا المعدل لن يصاب بأيّ من المواد المسرطنة.

الأضرار

  1. معظم سوائل السجائر الإلكترونية تحتوي على النيكوتين، وأحيانا يكون تركيزه أعلى من الموجود في السجائر التقليدية. فمثلا، اكتشف الباحثون في سائل إحدى السجائر الإلكترونية أن تركيز النيكوتين فيه يعادل تركيزه في 20 سيجارة تقليدية.

2- تأثير بخار السوائل المعطرة للسجائر الإلكترونية في الجسم لم تتم دراسته بصورة كاملة ومفصلة حتى الآن. لذلك، لا يمكن للعلماء تحديد أيهما أكثر ضررا للجسم، سوائل السجائر التقليدية أم السجائر التقليدية.

3- اتضح للعلماء خلال هذه الدراسة أن السجائر الإلكترونية تساعد المدخن وتدفعه إلى تدخين السجائر التقليدية، حيث أن 30% من مدخني السجائر الإلكترونية يعودون إلى تدخين السجائر التقليدية. واستنادا إلى هذا، اكتشف علماء النفس أن السجائر الإلكترونية لا تساعد في ترك عادة التدخين السيئة.

4- هناك سجائر إلكترونية لا تنتج الدخان، ولكن على الرغم من ذلك، فإن استنشاق بخارها يشكل ضررا لصحة الإنسان، لأن سوائل هذه السجائر تحتوي على مضافات كيميائية عديدة، على شكل مواد معطرة، مثل مادة ثنائي الأسيتيل التي يمكن أن تسبب مشكلات صحية جدية في الرئتين.

أراء المدخنين السجائر الإلكترونية

مواطنون:أضرارها كتير.. وفوايدها لا تذكر.. والجلسرين كارثة

  • لم يكن يدرك أدهم عاطف، 29 عاماً، وهو يقبل على تدخين السجائر الإلكترونية، أنه سيقع فريسة سهلة للدعاية التى روجت لها شركات استيراد وبيع منتجات التدخين الإلكترونى، التى بنيت على أن السجائر الإلكترونية تساعد المدخن على الإقلاع عن التدخين التقليدى، لأنها تحتوى على نيكوتين أقل، ولها أضرار أقل، ولا يتعلق بها مستخدمها مثلما يتعلق بالسجائر التقليدية.

أدهم“:دمرتنى.. ومرة سخنت وفرقعت فى وشى

يقول «عاطف»: «اكتشفت إن لها أضرار كتيرة، لأن الجلسرين الموجود فى الزيت بتاعها ده كارثة لوحده على الصدر»، ويوضح أنه قبل 5 سنوات قرر الابتعاد عن التدخين التقليدى، واشترى شيشة إلكترونية بسعر ١٥٠ جنيهاً حينها، لتساعده على الإقلاع عن السجائر، مضيفاً: «حبيت الموضوع جداً فى الأول، وقلت الحمد لله هبطل سجاير، لكن اكتشفت إنها عبء على عبء السجاير نفسها، بعد فترة لقيت نفسى عايز أرجع للسجاير تانى وبشراهة».

تحول إعجاب الشاب العشرينى بما اعتبره اختراع العصر إلى نقمة وانتقاد كبير، بعدما تعرض لمشاكل صحية أصابت الرئة، مؤكداً: «تعبت مابقتش أقدر أطلع السلم أصلاً، نفسى كان راح خالص وحاسس إن فيه فتحة فى صدرى بسببها، ده غير إنها رجعتنى تانى لشرب السجاير لدرجة إنى بقيت أشرب كل تلت ساعة سيجارة، دمرتنى حرفياً».

وبحسب كلامه فإن الشيشة الإلكترونية تتكون من بطارية متصلة بسلك، يستخدم فى شحنها كهربائياً، وهذه البطارية هى أكثر الأجزاء بها تعرضاً للتلف، خاصة أن سهولة استخدامها جعل منها «لبانة» تجبره على مضغها بحسب تعبيره.

ويضيف: «بتقعد معايا ٥ أيام، لما جبتها كنت فاهم إنى هشرب بالكتير ٣ مرات لقيت نفسى بقى عندى شراهة كبيرة وبدل ما أشرب مرة أو مرتين بقيت طول الوقت أغير فى الزيت وأجرب زيوت بنكهات جديدة».

زيت الشيشة الإلكترونية، بحسب «أدهم»، عبارة عن مادة سائلة ممزوجة بطعم له مذاق خاص «موز، أو فراولة، أو تشيز كيك»، أو غيره، يتم وضعه بها حتى تمام عملية الحرق، ثم يبدأ هذا الزيت فى التبخر محدثاً دخاناً له رائحة شهية: «الناس اللى صنعت الشيشة كان هدفها تجذب الناس لها بأى شكل من الأشكال، وده خلاهم يفكروا فى إضافة طعم ومذاق كويس، أول ما حد يشمه يحب إنه يجرب، وفعلاً هى لها رائحة تجذب أى حد حتى لو كان مابيشربش سجاير أصلاً».

وبعيداً عن أضرار السيجارة على صحة «أدهم»، فقد تسببت له فى حادث يتذكره دائماً: «فرقعت فى وشى لما سخنت جامد، ومن وقتها وأنا بقلل منها على قد ما أقدر، لكن للأسف رجعت أدخن سجاير تانى».

  • محمد خالد، ٣٣ عاماً، مهندس، يقول: «الموضوع ده بقى منتشر جداً بين الشباب، خصوصاً إن شكلها حلو، وسهلة الاستخدام، وده بيخلى كل الشباب، خصوصاً المتعلمين، بيقبلوا عليها، لأنهم شايفين فيها شكل اجتماعى كويس، تكاد تقترب من أهمية العربية عند كل شاب، وكمان علشان يثبت لنفسه إنه مختلف عن باقى أصحابه وإنه بيدخن حاجة جديدة ومختلفة»،

خالد“: قطعت نفسى وأصابتنى بمياه على الصدر

وعن تأثير الأدخنة المتصاعدة من السيجارة الإلكترونية يضيف «خالد»: «الدخان مضر جداً يمكن أكتر من ضرر السجاير نفسها، لأنها بتعتمد على الشفط وده بيدخل أكبر نسبة ممكنة من الدخان على الصدر، هى لحد دلوقتى مفيهاش نيكوتين لكن الزيت بتاعها مخلوط بجلسرين، وده اللى عرفته عنه إنه خطير جداً على الصدر». ويتابع: «فيها نظام بيسمح بزيادة الدخان، المؤشر بيكون عند ٤٠ فى العادى، لكن مع الوقت بتوصل الشراهة فى التدخين لـ٧٠ على المؤشر، وطبعاً لما المؤشر بيزيد ده بيهلك البطارية، وبيزود من خطورتها لأنها سهل تتكسر فى أى وقت لأننا بنستخدمها بشكل سيئ طول اليوم تقريباً».

عانى «خالد»، بحسب كلامه، من مرض صدرى، فأصبح لا يطيق الجلوس فى الأماكن المغلقة، وقرر الذهاب إلى طبيبه الخاص الذى أكد له أنه مصاب بـ«مياه على الصدر»، موضحاً: «مش لاقى مبرر للميّه اللى على صدرى غير إنها بسببها ودى منطقى جداً، خصوصاً إنى بدخن فى اليوم علبة زيت كاملة ودى تمنها ٦٠ جنيه، يعنى السجاير أوفر منها، ولما بزهق من الطعم، بجيب أكتر من علبة زيت وأخلطهم على بعض، علشان أحس بطعمها».

ويضيف: «بتقصر النفس بطريقة سريعة جداً، وعلى طول مرهق ومفيش طلوع سلم أصلاً، ولأنى بحتاج أحس بالنيكوتين فبدأت أشرب شيشة معسل علشان أحس بطعمها، أنا مش بعتبرها بديل، أنا يعتبرها وباء وفلوس بتترمى فى الأرض بدون أى فايدة تذكر».

  • يحيى“:ماكنتش بدخن وجربتها فدخنت بشراهة

ويقول محمد يحيى، ٢٨ عاماً، موظف: «بشرب السجاير الإلكترونية من ٣ سنين، ماكنتش بدخن أصلاً، وفى البداية ماكانتش مسببة ليا أى مشاكل، لكن بعد فترة بدأت أحس بضيق فى نفسى، ففكرت إنى أعمل الزيت بنفسى». طريقة جديدة ابتكرها الشاب العشرينى، حتى يتمكن من صناعة الزيت الخاص به بشكل آمن، حسب قوله: «بعمل الزيت بنفسى وأوقات كنت بحط عليه نيكوتين علشان، مافكرش أشرب سجاير، فى العادى الناس بتبطل سجاير علشان النيكوتين، لكن فجأة بيكون فيه شغف فى التدخين بطريقة رهيبة».

وعن مكونات الشيشة يوضح «يحيى» أنها تتكون من بطارية تمدها بالطاقة، وتتحول هذه الطاقة عبر سلك موجود بداخلها إلى حرارة تذيب الزيت الموجود فى الفتحة العليا بها، حتى يتصاعد الدخان الممزوج بخليط من الجلسرين النباتى والروائح التى يختارها المدخن بنفسه: «كنت بخلط الحاجات دى مع بعضها وبنسب بحددها أنا بنفسى، كنت بجيب النيكوتين خام وأخلطه معاهم، وكان ده بيوفر فلوس ووقت لأنها فى جيبى طول الوقت». ويؤكد أنها مكلفة نظراً لارتفاع أسعار الزيوت المستخدمة فيها.

  • ويقول أحمد خالد، ٢٥ عاماً، إنه قرر استخدام السجائر الإلكترونية منذ ٣ سنوات عندما نصحه صديقه بشرائها: «ملهاش علاقة أصلاً بالإقلاع عن التدخين، لأنها بتزود شراهة التدخين، بعتبرها ظاهرة مش أكتر، لأن التدخين عادة سيئة ليس إلا»، ويضيف: «مكونات الشيشة طبيعية مفيهاش مكونات صناعية، لكن الشيشة دى لوحدها كارثة بسبب الجلسرين»، ويتابع: «بالنسبة لى هى عادة مش أكتر وأقدر أبطلها فى أى وقت».

0 تعليقات

اكتب رد

XHTML: تستطيع استخدام تلك السيمات: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>