شبهة ان محمد ﷺ اخذ القران من الراهب بحيري
شبهة ان محمد صلى الله عليه وسلم أخذ القرأن الكريم من الراهب بحيري
إنهم يقولون بأن الراهب بَحيرة قد علّم محمداً القرآن ، وأمره أن يكون ديناً لنفسه!! وسبحان الله! لم أكن أعلم من قَبل أن هذا الراهب له كل هذه السيطرة على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، حتى يضع قرآناً، ويضمن قبوله من محمد، وكذلك يضمن قبوله من بلغاء العرب وفصحائهم، ويضمن أيضاً عدم اعتراض المشركين عليه، وكذلك يضمن بقاءه 1400 سنة!!
وهل يعقل أن رجلاً مسناً وضعيفاً مثل بَحيرة استطاع أن يحرّف القرآن ويضع فيه ما يشاء في بضع سنوات، ولم يستطع كل الكفار والمشركين والملحدين أن يحرفوا القرآن طيلة أربعة عشر قرناً؟ لذلك فإن القرآن يعرض أقوال الملحدين بأن القرآن هو أساطير وألغاز وخرافات نقلها وأملاها عليه الرهبان والكهان، فيقول على لسانهم: (وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا) [الفرقان: 5]. ولكن كيف ردّ القرآن افتراءهم هذا؟ يقول تعالى معلماً رسوله الكريم كيف يرد عليهم: (قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا) [الفرقان: 6].
سيأتي زمن يدعي فيه المشككون
إن الله تعالى قد حدثنا عن هؤلاء في كتابه، وأخبرنا بأنه سيأتي زمن يدعي فيه المشككون بأن الرسول عليه الصلاة والسلام قد علّمه بشر، وأجابهم عن هذه الشبهة بأن البشر الذي ينسبون إليه العلم إنما كتابه وهو الإنجيل باللغة غير العربية أي لغة أعجمية، فكيف علّم الرسول كل هذه البلاغة وهو لا يتقنها؟ ولو كان لدى هذا الراهب بلاغة كالقرآن، إذن لماذا أعطاها للرسول؟ أليس الأجدر به أن ينسبها لنفسه مثل بقية البلغاء من العرب وحكمائهم وشعرائهم؟؟
يقول تعالى مخاطباً حبيبه محمداً عليه صلوات الله وسلامه: (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ ۗ) هذا قولهم، ولكن كيف ردّ عليهم سبحانه وتعالى؟ تأمل بقية الآية:
( لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ) [النحل: 103]. وسؤالنا: هل هذه الآية العظيمة التي تنفي تعليم البشر للنبي الكريم، هل هذه الآية وضعها الراهب بحيرة أيضاً؟
القرآن لا يمكن أن يكون من تأليف بشر
والله لو عرضنا هذا القرآن على علم النفس الحديث وعلم البرمجة اللغوية العصبية وطلبنا من علماء النفس أن يحللوا لنا شخصية كاتب هذا القرآن، ولو أن هؤلاء درسوا القرآن بأسلوب البحث العلمي الحديث، لخرجوا على الفور بنتيجة ألا وهي أن هذا القرآن لا يمكن ولا ينبغي أن يكون من تأليف بشر، ويكفي أن القرآن يعرض أقوال المعارضين له ويرد عليها، كيف يمكن لبشر أن يفعل هذا. وقد كانت هذه الظاهرة سبباً في إسلام بعض علماء الغرب.
0 تعليقات