هل النبات يسبح باسم الله


النبات يسبح باسم الله

حاول بعض المشككين السخرية من المسلمين واعتقاداتهم بأن كل شيء يسبح الله تعالى ومنها النباتات التي تصدر ذبذبات صوتية وتتحدث مع بعضها وتسبح بحمد ربها…

 

ومن المسلمين من انتقد إعجاز القرآن العلمي بحجة أن القرآن لم ينزل ليكون كتاب فيزياء أو علم نبات أو علم فلك… بل كتاب هداية، وسبب ذلك ضعف الإيمان بهذا
الكتاب العظيم، وحسب تجربتي مع القرآن فإنني أعتقد بأنه ليس مجرد كتاب علم أو فيه إشارات علمية، بل هو أكبر من ذلك إنه يتفوق على العلم وفيه من العلوم ما يعجز
البشر عن إدراكه.

 

والمشكلة أيها الأحبة ليست في القرآن بل في العلم! لأن العلماء لم يكتشفوا كل أسرار الكون، إنما اكتشفوا جزءاً صغيراً فقط، ولذلك عندما نعجز عن فهم آية تتضمن حقيقة
علمية فينبغي أن ننتظر حتى يكتشف العلماء أسراراً جديدة حول هذه الحقيقة لنتمكن من فهم الآية فهماً صحيحاً.

كلنا يعلم معجزة النبي الكريم لذلك الجذع الذي حنّ لرسول الله وأصدر أنيناً يدل على حزنه لفراق الحبيب الأعظم صلى الله عليه وسلم.

 

قصة حنين الجذع إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم

وفي قصة حنين الجذع إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم نرى العجاب، وهي قصة ذكرتها كتب الحديث وبلغت درجة التواتر وهي أعلى رتب الصحة في الحديث.

 

هذه القصة تبرز لنا معنى الخُلق الرفيع لتعامل النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى مع النبات والجماد، الجذع الذي كان نباتًا ثم مات وجف فأصبح جمادًا كان يتكئ عليه
النبي صلى الله عليه وآله وسلم عندما كان يخطب خطبة الجمعة، فلما كثر عدد الناس، قال أحد من الأنصار: يا رسول الله ألا نجعل لك منبرًا؟، فقال عليه الصلاة والسلام:
إن شئتم .. فجعلوا له منبراً.
فلما كان يوم الجمعة ومر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بجانب الجذع الذي كان يستند عليه أثناء الخطبة وتجاوز الجذع وصعد المنبر الجديد وألقى السلام على الناس
وأذن المؤذن، ثم بدأ في خطبته وفي أثناء الخطبة سمع الصحابة رضوان الله عليهم أنينًا يشبه أنين الطفل الذي فقد أمه، وابتدأ صوت الأنين يرتفع، وأصبح الصحابة
يلتفتون يمينًا ويسارًا ليروا من أين يأتي هذا الأنين.. وإذا بالأنين يصدر من الجذع الذي كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يخطب عنده من قبل المنبر.
وظل النبي يخطب وأنين الجذع يزداد وهو يبكي على فراق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليس فراقًا يصل إلى بعد في الزمان ولا المكان، ولكن ثمان خطوات فقط
بين الجذع وبين المنبر. فانظروا كيف لم يطق الجذع وهو جماد ألا يصبر على فراق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثمان خطوات فقط.
وظل صوت أنين الجذع يعلو ويعلو، حتى لم يعد الصحابة يسمعون صوت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يخطب، فأوقف النبي خطبته ونزل من على المنبر
وأقبل على الجذع، وأخذ رسول الله يربت على الجذع ويمسح بيده الشريفة عليه كما تفعل الأم مع طفلها الذي يبكي، حتى أخذ الجذع يهدأ شيئًا فشئ حتى سكت، وضمه
إليه وخاطبه وخيره بين أن يكون شجرة مثمرة في الدنيا لا تفنى حتى قيام الساعة وبين أن يكون معه في الجنة، فاختار الجذع أن يكون يكون مع النبي في الجنة، وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأصحابه: “لو لم أحتضنه لحنَ إلى يوم القيامة”.

 

وكلما يعلم ما جاء في القرآن حول تسبيح المخلوقات بحمد الله في قوله تعالى: ( تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليما غفورا ) [الإسراء: 44].

والنبات هو مخلوق يتكلم كلاماً حقيقياً ويسبح بحمد الله عز وجل .

 

نبات يتحدث لرفاقه

دعونا الآن نتأمل هذا الاكتشاف العلمي الذي عرض لأول مرة في عام 2012 ، حيث يحاول العلماء في جامعة Western Australia دراسة ظاهرة غريبة حول إصدار النبات للترددات الصوتية وتأثره بالأصوات البشرية.

ويسمون هذا العلم ب Bioacoustics فقد توصل العلماء إلى الدليل الأول حول إطلاق النباتات لثرثرة ثابتة تتواصل مع بعضها بواسطة الصوت الذي لا يمكن للإنسان أن يسمعه ويحتاج لأجهزة عالية الدقة لتسجيله.

 

لقد كشف العلماء أساليب متنوعة للاتصال في عالم النبات مثل الأسلوب الكيميائي والأسلوب الضوئي والكهرطيسي. فالنباتات تصدر ذبذبات كهرطيسية وكذلك تتأثر
بالضوء وتصدر غازات كرد فعل وتحذير لبقية النباتات عند التعرض للخطر.

 

هناك نوع من النبات (النبات الناعس) حساس لأي حركة فعندما يتم لمس أي جزء من أجزائه تنطوي بقية أوراقه على الفور، وهذا يدل على تأثر النبات بالحركة واللمس
والتنسيق فيما بينه. ويعتبر العلماء ذلك دليلاً على أن النبات يشعر ويفكر وله رد فعل!

 

ولكن الدراسة الجديدة المنشورة في مجلة “اتجاهات في علم النبات” 2012 وجدت أن النبات يستخدم الصوت للتواصل مع بقية النباتات. بل ويتأثر بالأصوات أيضاً.
ويتوقع العلماء أن الصوت يلعب دوراً مهماً في حياة النبات وفي نموه وتطوره.

 

فقد لاحظت بعض الأبحاث أن نمو النبات يزداد عندما يتعرض لترددات صوتية محددة، وفي بحث آخر تبين أن جذور النبات تتجه باتجاه صوت محدد أثناء نموها… وهكذا
يؤكد العلماء أن النبات مثل البشر كائن حي وذكي يتحدث ويشعر ويتألم….

 

التجربة تمت على جذور النبات ووجدت أن هذه الجذور تطلق اهتزازات أو ذبذبات صوتية بحدود 200-220 هرتز. هذه الترددات تعتبر ضمن حدود سمع الإنسان ؛ أي أن الإنسان قادر على سماعها ولكنه لا يستطيع ذلك لأن شدتها ضئيلة جداً وتحتاج لأجهزة تكبير قوية وهذا ما فعله العلماء. (المرجع: مجلة اتجاهات في علم النبات 2012).

 

النبات يحذّر يتألم يتعاون يشعر…

سبحان الله! هل تتصور عزيزي القارئ أن النبات يقدم خدمة لرفاقه ويتعاون معهم وينذرهم بأن هناك خطر ما قادم ليأخذوا حذرهم!! فقد تبين في هذه التجربة أن نبات
الملفوف يحذر بقية النباتات من المخاطر (مثل اليرقة الشرهة لأوراق الملفوف) باستخدام الصوت. واعتبر العلماء أن هذه الترددات الصوتية بمثابة كلام للنبات. حيث تبين
لهم أن النباتات القريبة التي “سمعت” هذا الإنذار أطلقت مادة سامة لإبعاد اليرقة عنها… سبحان الله!

 

إن هذا التعاون والتضحية في عالم النبات يقدم لنا نحن البشر مثلاً نقتدي به، إن النبات كريم مع رفاقه يقدم لهم هذه الخدمة المجانية دون مقابل…. سبحان الله، لقد وصف
الله النبات بأنه كريم قبل أربعة عشر قرناً… يقول عز وجل: (خلق السماوات بغير عمد ترونها وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم وبث فيها من كل دابة وأنزلنا من السماء ماء فأنبتنا فيها من كل زوج كريم) [لقمان: 10].

 

حسب هذا البحث وغيره من الدراسات العلمية فإن النبات يشعر بالسعادة لتعاونه مع الآخرين من النباتات، ويبتهج عندما يحقق السعادة والنجاة لهم من المخاطر، وسبحان
الله، وصف الله النبات بأنه بهيج في قوله تعالى: (وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ) [ق: 7]، فهو يبتهج من جهة ويثير البهجة في النفوس من جهة ثانية، حيث أثبتت دراسات
حديثة أن اللون الأخضر يعالج الاكتئاب… سبحان الله!

 

وأخيراً أحبتي .. إن اكتشاف العلماء لهذه الذبذبات الصوتية النباتية تدل على النبات يتحدث، وبعد هذا الاكتشاف لا نستغرب معجزة كلام النبات مع النبي الكريم، وحنين
جذع الشجرة له، ولا نستغرب تسبيح هذه النباتات بحمد ربها: ( تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليما غفورا ) [الإسراء: 44].

ولا نستغرب عبادة الشجر وسجوده للخالق تبارك وتعالى: ( والنجم والشجر يسجدان ) [الرحمن: 6].

 

0 تعليقات

اكتب رد

XHTML: تستطيع استخدام تلك السيمات: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>