الحضارة الإسلامية

الحضارة الإسلامية

الحضارة الإسلامية

الحضارة الإسلامية , هى أخر الحضارات الراقية ثم أتى بعد ذلك حضارات أوروبية دموية واحتلال واغتصاب أوطان البشر.

 

ظهرت فى شبه الجزيرة العربية من (1 هـ 622 م إلى الآن) وهي حضارة أحفاد سام بن نوح عليه السلام , هى حضارة متميزة فى خصائصها , أضاءت تاريخ العصور الوسطى , وكانت نواة الحضارة الأوروبية الحديثة.
فى أقل من قرن من الزمان وبالتحديد فى نحو ثمانين عاما هجري صنعت الفتوحات العربية دولة موحدة امتدت حدودها من شبه جزيرة الأندلس (إسبانيا) والمحيط الأطلسي غربا, إلى حدود الصين فى الشرق.
(قال المؤرخون, لقد حقق العرب فى 80 عاما أكثر مما حقق الرومان فى ثمانية قرون).

 

وبالنسبه للفتوحات فكانت الحروب ضد الاستعمار الفارسي والروم, ولم تكن ضد شعوب البلاد التى فتحوها بل أن هذه الشعوب حاربت مع العرب ضد البيزنطيين.
والإسلام كان انتشاره بطيئا بالنسبة للفتوحات, لأن الدخول فى الدين الإسلامي يبدأ بالأيمان بعقائده وأصوله وليس بالغصب.

 

أصول ومفاهيم الحضارة الإسلامية

1. قامت الحضارة الإسلامية على أساس الوحدانية المطلقة فى العقيدة قال الله تعالى(إياك نعبد وإياك نستعين)سورة الفاتحة الآية 5.

 

2. جاء الإسلام بمفهوم تحرير الإنسان من ربقة الوثنية, وتحريره من الرق, وذلك بعد أن عاشت العصور الماضيه حضارات ظالمة قامت على الاستعباد والرق مثل بلاد اليونان والرومان والفرس والفراعنة.

 

3. وجاء بمبدأ البرهان والدعوة إلى التجريب (المنهج التجريبي) وإقامة الدليل والنظر إلى الكون وبناء الحضارة الجامعة بين الروح والمادة على النحو الذي قدمة المسلمون من بغداد إلى القاهرة إلى المغرب إلى الأندلس.

 

4. كان العلم هو أهم ما أهدي الحضارة الإسلامية إلى العالم الحديث, دعا الإسلام وحث القرآن الكريم على أهمية العلم والتعلم فأول سورة فى القرآن نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم هي سورة العلق (اقرأ باسم ربك الذي خلق …).
وقال الله تعالى(قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون)الزمر الآية 9.
وقال الله تعالى(إنما يخشى الله من عباده العلماء)فاطر الآية 28.
وحث بعض أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم على العلم (العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة) و (أطلبوا العلم من المهد إلى اللحد).

 

ومع الاهتمام بالعلم ظهرت الجامعات الإسلامية لأول مرة بالعالم الإسلامي قبل أوروبا بقرنين.
وكانت أول جامعة بيت الحكمة أنشئت فى بغداد سنة 830م 215هـ , ثم تلاها جامعة القرويين سنة 859م 245هـ فى فاس بالمغرب , ثم جامعة الأزهر سنة 970م 359هـ فى القاهرة.

 

ملاحظة: أول جامعة فى أوروبا أنشئت فى (سالرنو) بصقلية سنة 1090م على عهد ملك صقلية (روجر الثاني), وقد أخذ فكرتها عن العرب هناك, ثم تلاها جامعة (بادوفا) بإيطاليا سنة 1222م , وكانت الكتب العربية تدرس بها وقتها.

 

5. اعتنى الإسلام بالصحة:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف).
فكان إنشاء البيمارستانات (إى المستشفيات) سمة متبعة فى كل مكان بالدولة الإسلامية يقدم بها الخدمات المجانية من العلاج والدواء و الغذاء.
كان أول مستشفى فى الإسلام بناه (الوليد بن عبدالملك) سنة 706م 87هـ فى دمشق, وأول مستشفى للجذام بنت فى دمشق سنة 707م 88هـ , فى حين أن أوروبا كانت تنظر إلى الجذام على أنه غضب من الله ؛ حتى أصدر الملك فيليب أمره سنة 1313م بحرق جميع المجذومين فى النار.

 

6. الحضارة الإسلامية جعلت للمبادئ الأخلاقية المحل الأول فى كل نظمها تشريعا وتطبيقا.

 

7. الحضارة الإسلامية هى الوحيدة التي لم يفصل فيها الدين عن الدولة.

 

8. التسامح الديني الذي لم تعرفه حضارات مثلها قامت على الدين.

 

9. الحضارة الإسلامية عالمية الأفق والرسالة …. قال تعالى(وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)سورة الأنبياء الآية 107.

 

10. الحضارة الإسلامية متطورة : لما كانت رسالة الإسلام هى خاتمة الرسالات السماوية وكان الرسول صلى الله عليه وسلم خاتم الرسل , فإن من الضروري أن تكون الحضارة القائمة على هذه الرسالة حضارة متطورة تستطيع أن تسع كل تطورات الحياة الإنسانية, ولذلك أقامت أساس تشريعاتها وقوانينها على أصلين ثابتين هما: القرآن والسنة.

 

11. حضارة باقية, أنها لا يمكن لها الفناء, وباقية إلى يوم القيامة, لأن الله تعالى تكفل بحفظ الدين الحنيف.

 

أثر الحضارة الإسلامية على الحضارة الغربية:

.ميدان العقيدة والدين.
.ميدان التشريع.
.ميدان اللغة والأدب.
.ميدان العلوم التطبيقية.
.ميدان التقنيات الإسلامية.

– ميدان العقيدة والدين:

لقد كان لمبادئ الحضارة الإسلامية أثر كبير فى حركات الإصلاح الدينية التي قامت فى أوروبا منذ القرن السابع حتى عصر النهضة الحديثة.
يؤكد كثير من الباحثين أن (لوثر) فى حركته الإصلاحية كان متأثر بما قرأه للعلماء المسلمين من آراء فى العقيدة والوحي.

-ميدان التشريع:

كان لاتصال الطلاب الأوروبيين بالمدارس والجامعات الإسلامية في الأندلس أثر كبير فى نقل مجموعة من الأفكار الفقهية والتشريعية إلى لغتهم ففى عهد نابليون فى مصر ترجم أشهر كتب الفقه المالكي إلى اللغة الفرنسية, مثل (كتاب الخليل) الذي كان نواة للقانون المدني الفرنسي.

-ميدان اللغة والأدب:

يقول الكاتب الأسباني (بلاسكوا أبانيز): أن أوروبا لم تكن تعرف الفروسية ولا تدين بأدابها الحماسية قبل وفود العرب إلى الأندلس.
كما تأثرت اللغات الأوروبية باللغة العربية مثل كلمة (القطن – الشراب – الجرة – الليمون) و غير ذلك مما لا يحصى.

-ميدان العلوم التطبيقية:

أ) ففي الكيمياء:

اعتمد علم الكيمياء الغربي تماما على المصادر العربية.
ترجم (روبرت مانشستر) عام 1144م , كتاب الكيمياء لجابر بن حيان
(Book of the Composition of alchemy)(كتاب تراكيب الكيمياء).
وترجع أصول العديد من الكلمات الكيميائية إلى كلمات عربية مثل قلوي alkaline.

ب) فى الفلك والرياضيات:

كان لترجمة أعمال الخوارزمي أكبر الأثر على علم الرياضيات فى أوروبا.
وترجم أيضا كتاب الزيج السانجاري (للخازني) إلى اليونانية على يد (غريغوري تشونياديز) فى القرن الثالث عشر الميلادي.
وترجم للبيروني كتاب (تحقيق ما للهند من مقولة مقبولة فى العقل أو مرذولة) وكتاب (القانون المسعودي) إلى اللاتينية.
ونقل (ليوناردو فيبوناتشي) عام 1202م نظام العد الهندي العربي بالأرقام العربية إلى أوروبا فى كتابه (Liber abaci).

ج) فى الطب:

ترجم كتاب (القانون فى الطب)لإبن سينا إلى اللاتينية, ظل هذا الكتاب المرجع الأساسي فى الطب في أوروبا.
وترجم أيضا كتاب (التصريف لمن عجز عن التأليف) للزهراوي على يد (جيراردو الكريموني) إلى اللاتينية, وظل يدرس فى أوروبا حتى عام 1770م.

د) الفيزياء:

كان كتاب (المناظير) لابن الهيثم من أهم الأعمال الفيزيائية التي ترجمت إلى اللاتينية وقد أثر كتاب المناظير فى الكثير من أعمال العلماء الأوربيين اللاحقين مثل (روجر باكون) و (يوهانس كيبلر).

-ميدان التقنيات الإسلامية:

عرفت أوروبا عددا من التقنيات الزراعية الجديدة لبعض الفواكه والخضروات على أيدي المسلمين مثل الخرشوف والسبانخ والباذنجان.
كما نقل المسلمون تقنيات جديدة فى الملابس والمواد كالنسيج والموصلي والتفتة والساتان وكان السجاد الإسلامي القادم من الشرق الأوسط, أحد مظاهر الثراء والترف فى أوروبا.
تأثرت أوروبا بالآلات الموسيقية العربية مثل الكمان بالربابة والجيتار بالقيثارة.

 

جاء الإسلام ليصحح للبشرية طريقها المظلم:

نعم جاء الإسلام ليصحح للبشرية طريقها المظلم, ويفتح لها السبيل إلى الإيمان بالله تبارك وتعالى وإسلام الوجه لله الواحد الأحد.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (تركت فيكم ما أن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدى أبداً, كتاب الله وسنتي).
وتقدم الإسلام السريع أدهش علماء الغرب حتى أطلقوا على هذا الحادثة التاريخية (المعجزة العربية).

 

وضع البلاد التى تم فتحها على يد المسلمين:

كانوا يبقون على أوضاع البلاد التي يفتحونها, فلا أنقلاب ولا تخريب ولا إذلال.
كانوا يجعلون الشعب صاحب الشرعية فى اختيار أميرة, ولا يفرضوا عليهم واليا لا يرغبونه.
كانوا يحرصون على توفير الأمن والاستقرار للبلد مقابل الضريبة التي يحصلونها وذلك لأن رسالتهم كانت تتمثل في تحرير تلك الشعوب وإعزازها لا استعبادها.

 

وضع أوروبا فى هذه الفترة:

عادة ما تسمى الفترة من عام 450م إلى 1492م بالعصور المظلمة حيث خيمت الظلمة الفكرية والاقتصادية على أنحاء أوروبا منذ سقوط الإمبراطورية الرومانية وحتى بداية العصر الحديث.
ولكن فى مكان أخر من العالم فى الحقبة ذاتها نجد حضارة أخري قد شهدت ازدهارا غير مسبوق … وهى الحضارة الإسلامية.

تلك الحضارة التي امتدت عبر ثلاث قارات , أسهمت على مدار (1000) عام فى تقدم العلوم والتكنولوجيا والطب والعمارة والفلك.

0 تعليقات

اكتب رد

XHTML: تستطيع استخدام تلك السيمات: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>